About التغطية الإعلامية
Wiki Article
إعلاميون كُثر عملوا في الإعلام التقليدي لكنهم ما لبثوا أن انتقلوا إلى الحديث... فاستحدثوا صفحات ومواقع خاصة بهم
ويُبرِز ذلك كيف تحولت الجامعات، التي من المفروض أن تكون مؤسسات للمعرفة والحرية الفكرية، إلى ساحة للصراع الأيديولوجي والهويات السياسية. عندما يقوم رجال المال والاقتصاد، مثل كينيث غريفين ذي الثقل في سوق الأموال والمُساهم الكبير في الدعم الجامعي، بممارسة الضغط على هذه المؤسسات، فإن هذا يُثير تساؤلات بشأن حيادية الجامعات واستقلاليتها.
هذا النمط المستحدث من التغطية فرضته الاتجاهات الحديثة في التغطية التي جعلت من المتلقي مرسلا إيجابيا وليس سلبياً كما كان سائدأً، لذا يمكن أن يطرح الصحفي الزاوية التي يريد معالجتها للحدث بمشاركة الجمهور من خلال أسئلة تفاعلية أو دعوة الجمهور للمشاركة بقصص أو تدوينات تتعلق بالحدث.
أما الإشادة بالبسالة فقد تنظر إليها بعض الأطراف باعتبارها دعمًا لا محدودًا يُقدَّم لإسرائيل، بينما يراها آخرون تعبيرًا عن الثبات على المواقف الإستراتيجية؛ وهو ما يعطي نوعًا من الطَّمْأَنَة والتشجيع للقوات الإسرائيلية لمواصلة الحرب تحت راية "مقاومة الإرهاب".
الأمر مختلف مع جامعة سيدة اللويزة (إن دي يو)، وهي جامعة خاصة، مقرّها في محيط شمال شرقي العاصمة بيروت. ووفق إحدى الأساتذة فيها، وهي الدكتورة ماريا أبو زيد، فإن أعداد الطلاب تحافظ على نسبتها المعتادة.
لو افترضنا أن الصحفي يرغب بإنتاج تقرير عن معاناة اللاجئين السوريين المهجرين قسراً ولا يتسنى له الوصول إلى هؤلاء المهجرين فيمكنه التواصل مع نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي أو متابعة تدويناتهم والطلب منهم المشاركة بالتدوينات والقصص والصور والمقاطع المرئية التي تتحدث عن تلك المعاناة بأوجهها المختلفة، ثم يعيد ترتيبها وعرضها بشكل متسلسل ومشوق مع إضافة الخلفيات المعلوماتية اللازمة لتوضيح الحدث.
ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود…..".
من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".
– إذا باءت جميع محاولاتك لجمع المعلومات بالفشل وتبين لك أن أحد المسؤولين يحجب معلومات قد تورط بعض الأطراف وتجعلهم عرضة للمساءلة فإن بإمكانك فضح هذه الممارسات.
من جهة أخرى، كان تصريح إلسا فوسيون، موجزًا لكن قاطعًا، ويعكس وجهة نظر تدعو إلى الاعتراف بوصمة "الإرهاب" التي تحملها أفعال حماس بحسب منطلقات هذا الرأي، وهي وصفة يتردد صداها في الخطاب الغربي "المناهض للعنف" وفق ادعاءاته، وتدعو إلى توحيد الجبهة الدولية في مواجهة ما تعتبره تجاوزات. وقد ظهر ذلك في بعض المبادرات السياسية التي دعت إلى توسيع نطاق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة ليشمل أيضًا حركة حماس. وتكشف لغة هذا الخطاب عن إستراتيجية إعلامية وسياسية قد تتبنى البساطة والوضوح للتأثير في الرأي العام، لكنها تحمل أبعادًا دلالية لنزع الشرعية السياسية عن حماس باعتبارها -كما يشير منطوق الخطاب- حركة "إرهابية" لا تمثِّل الشعب الفلسطيني ولا يمكن الحوار معها.
– لا يمكن لأي طرف أن يظفر بمعلومات من الجهات الحكومية إذا لم يمتلك الحق القانوني في طلب تلك الوثائق أو المعلومات.
منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع شاهد المزيد خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.
وفيما يخص إعلان الحكومة البريطانية مساندتها غير المشروطة لإسرائيل، وفي الوقت نفسه تدعو إلى زيادة الدعم الإنساني للفلسطينيين عقب هجمات حماس التي ألحقت الضرر بالفلسطينيين حسب اعتقادها. هنا، يمكن لعبارة "الهجمات الدموية" أن تُحفِّز استجابة عاطفية ومباشرة من المتلقي، بينما يُعتبر الإعلان عن زيادة المساعدات الإنسانية تصورًا لموقف لندن كطرف محايد يهدف إلى التخفيف من معاناة الضحايا المدنيين. وهو ما يُرسل إشارة إلى أن المملكة المتحدة تُظهِر التزامها بحماية الأرواح البشرية ودعمها للجهود الإنسانية دون تحيز، وهي مغالطة تهدف إلى الظهور بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان والرافض لكل تجاوز للقيم الإنسانية، كما يتضمن مغالطة للرأي العام العربي والدولي؛ إذ إن مساندة إسرائيل لن تفضي بالتأكيد إلى مدِّ يد العون إلى الفلسطينيين باعتبارهم "رمزًا للإرهاب" بمقتضى الرواية الإسرائيلية والغربية.
وأضاف: «من أهم هذه الأمور كسرهم قواعد أساسية تعلمناها في دراستنا الجامعية. هذا التراخي الذي يعتمدونه في ممارستهم عملهم تحوّل إلى أسلوب إعلامي جديد. وهنا مثلاً كان ممنوعاً علينا أن نقدّم تقريراً مصوراً يتخلله (الجامب كت)، وهو ما يعني القطع المفاجئ لكلام الضيف والانتقال إلى صورة أخرى تكراراً.